تخطي للذهاب إلى المحتوى

متى نقلق على قلوب صغارنا؟

متى نقلق على قلوب صغارنا ؟

ليس من السهل أن تتخيل الأم أو الأب أن طفلهم قد يحتاج إلى طبيب قلب ، لكن الواقع أن بعض أمراض القلب عند الأطفال تظهر منذ الولادة، أو في الأشهر الأولى من الحياة، وغالبًا ما تكون قابلة للعلاج أو المتابعة إذا اكتُشفت في الوقت المناسب ولهذا، فإن الانتباه المبكر من الأهل هو الخطوة الأولى والأهم

.. لا أحد يعرف الطفل كما يعرفه والداه 

أنفاسه، حركته، قدرته على الرضاعة، نشاطه أثناء اللعب، أو حتى لون شفتيه عندما يبكي. هذه التفاصيل البسيطة قد تكون مؤشرات على أن هناك شيئًا غير معتاد.

حسنا .... ما الأعراض التي تستدعي القلق أو على الأقل الاستشارة الطبية؟

بعض الأعراض لا تكون واضحة تمامًا، لكنها متكررة وتستدعي الانتباه  مثل:

ازرقاق الشفتين أو الأطراف، خاصة عند البكاء أو الرضاعة     

صعوبة في التنفس أو توقف الرضيع عن الرضاعة ليلتقط أنفاسه     

التعرق الشديد أثناء الرضاعة أو أثناء النوم     

تأخر في النمو أو ضعف في زيادة الوزن     

ملاحظة تسارع أو تباطؤ في ضربات القلب     

شكاوى من الخفقان عند الأطفال الأكبر سنًا     

نوبات إغماء أو دوخة غير مبررة      

سماع نفخة قلبية أثناء فحص الطبيب العام *     

من يجب ان نسأل ؟

 قد لا يتمكن الطبيب العام دائمًا من التقاط كل التفاصيل في زيارة قصيرة لكن الأم والأب يلاحظان الفروقات الصغيرة ، فعندما تشعر الأسرة أن هناك شيئًا غير معتاد، فمن الأفضل مراجعة طبيب مختص في قلب الأطفال، وليس أي طبيب

لماذا لا يكفي الفحص العادي؟

التمييز بين النفخات القلبية الطبيعية والمَرَضية، أو بين إرهاق طبيعي وتأخر نمو ناتج عن خلل قلبي، يحتاج إلى خبرة دقيقة في طب قلب الأطفال ، والأهم من كل هذا، أن الفحص الأساسي لتشخيص أمراض القلب عند الأطفال هو تخطيط صدى القلب والذي يجب أن يُجرى بدقة عالية، على يد مختص متمرس، لأن أي إغفال بسيط في هذا الفحص قد يعني تأخير التشخيص أو الخطأ فيه

ما هي أبرز أمراض القلب التي قد تُصيب الأطفال؟

العيوب الخَلقية القلبية وهي الأكثر شيوعًا وتشمل. 

 ثقب بين الأذينين   (ASD)         

ثقب بين البطينين (VSD)         

القناة الشريانية المفتوحة (PDA)         

رباعية فالو (TOF)         

تضيق برزخ الأبهر (Coarctation of the Aorta)         

انقلاب الشرايين الكبرى (TGA)         

عيب الحاجز الأذيني البطيني (AVSD)         

 اضطرابات النظم القلبي : مثل التسارع أو التباطؤ في ضربات القلب، والتي قد تظهر على شكل خفقان أو إغماء.

اعتلال عضلة القلب : وهو ضعف في قدرة عضلة القلب على الانقباض بشكل كافٍ، ما قد يؤدي إلى فشل قلبي.

أمراض مكتسبة : كالتهاب عضلة القلب بعد الفيروسات، أو الحمى الروماتيزمية الناتجة عن التهابات الحلق غير المعالجة.

كيف نُشخّص الحالة بشكل دقيق؟

إلى جانب الاستماع الجيد للأعراض وملاحظة التاريخ الصحي للطفل، تُستخدم مجموعة من الفحوصات الدقيقة، أهمها

            تخطيط صدى القلب لتصوير بنية القلب وصماماته باستخدام الموجات فوق الصوتية 

         تخطيط القلب الكهربائي لقياس النشاط الكهربائي للقلب 

             جهاز الهولتر لمراقبة ضربات القلب لمدة 24 ساعة أو أكثر 

             تصوير القلب بالرنين المغناطيسي في بعض الحالات 

             قسطرة القلب  تُستخدم في الحالات المعقدة أو لتحضير التدخلات العلاجية 

هل العلاج دائمًا جراحي؟

ليس بالضرورة. العديد من الحالات تُتابع فقط دون تدخل، خاصة في العيوب البسيطة. أما في الحالات الأخرى، فيُحدَّد العلاج  حسب نوع المشكلة، وقد يشمل

مراقبة مستمرة دون علاج، مع مراجعات دورية

أدوية لتنظيم الضغط أو ضربات القلب

تدخل قسطاري لسد ثقوب أو توسيع صمامات

 جراحة قلبية للحالات المعقدة مثل رباعية فالو أو TGA 

دور الأهل لا يقل أهمية عن الطب

 نجاح أي خطة علاجية يعتمد على وعي الأسرة ومتابعتها فالاهل مسؤولون عن ملاحظة أي تغير في حالة الطفل والالتزام  بمواعيد المتابعة والعلاج و طرح الأسئلة  مع التواصل المستمر مع الطبيب

في الختام

طب قلب الأطفال هو علم دقيق، لكنه تطور كثيرًا في السنوات الأخيرة وبفضل التقنيات الحديثة والتشخيص المبكر، أصبح بإمكان معظم الأطفال الذين يعانون من أمراض قلبية أن يعيشوا حياة طبيعية تمامًا

إذا لاحظت شيئًا غير معتاد في صحة أو نشاط طفلك، لا تتردد
استشارة طبيب قلب أطفال مختص ليست خطوة مبالغًا فيها، بل هي قرار حاسم قد يصنع فرقًا كبيرًا في حياة صغيرك
لا تخافوا من السؤال .. خافوا من التأخر 


د.محمد طارق فيصل

شارك هذا المنشور